![]() |
|
17
اكتوبر
2022
|
العنف الأسري
نشر منذ Oct 17 22 pm31 03:57 PM - عدد المشاهدات : 448
|
العنف الأسري
تساؤلات
حيدر الشمري
من يتذكر المسلسل الكويتي خالتي كماشة يقف على حقائق كثيرة يتم معالجتها بإطار كوميدي ساخر ، أم تحكم اولادها الثلاثة وزوجاتهم بقوانين قاسية ، لتتحول بعدها إلى علاقة متينة تجمعها معهم ، والأساليب التي تقوم بها متنوعة ، منها القسوة والمحاسبة والتجسس عن طريق الكاميرات لكل ما يتم الاتفاق عليه من قبل الزوجين دون علمهم ..
يتمحور موضوع العنف إلى أشكال متعددة وينقسم إلى عدة أقسام ، لكن جوهرها هو تدمير الأسرة أكثر من السيطرة عليها ، والتي تكون غالبا بصورة استثنائية بدوام العلاقة ، أشكالها كثيرة منها سيطرة الأبوين أو سطوة أحدهما ، العلاقة بين الزوجين ، العلاقة بين الذكور والإناث ، وأخيرا بين الإخوة ككل ، ولا ننسى أن في بعض الشعوب العربية هنالك من يعيش مع والديه وإخوته والكل متزوج أو البعض في بيت واحد ، وبلدي العراق نموذج ، أما أقسامه فهي الضرب وهو أعنف ما تعانيه العائلة ، التنمر وعدم الاحترام ، التهديد والوعيد ..
الاحصائيات في الدول العربية رغم كثرتها لكنها تكون ارقام غير حقيقية ، السبب الكثير منها لا يتم تسجيله من قبل الشرطة المجتمعية ، بسبب القبلية والعشائرية التي تحكم أغلب هذه البلدان ، والتي تؤدي بدورها إلى كثرة الطلاق من جهة ، وأطفال تتربى لتأخذ هذه الأفكار وتكون ضمن تكوينها البيولوجي وتعتبرها من ضمن المسلمات عند البلوغ ، فتيات خائفات من الزواج وما سوف يقع عليهن من ظلم ، وتفكك مدمر للعلاقات المستقبلية لمن يعانون من هذا النوع في منازلهم ، رغم أنها ظاهرة عالمية تعاني منها كافة الشعوب بثقافاتها ودياناتها وتطورها ، سُنت لها القوانين من أجل الحد منها وتقليصها خاصة في بعض الدول الأوروبية والأمريكية حيث تقوم بأبعاد الأطفال عن عوائلهم من أجل المحافظة عليهم من هذه التصرفات ..
الكل يتفق بأنها ظاهرة ليس لها نهاية في هذا الوقت وحتى على المدى القريب ، لكن تبقى هذا الأقلام وما تجود به في محاربة هذه الظواهر عن طريق التركيز عليها ، ومناقشتها وتقديم الحلول الناجعة لها ، هي ضمن الحلول الكثيرة بجانب القوانين للحد منها ، ويجب أن تقوم المدارس بمراقبة طلابها وخاصة شريحة الأطفال للوقوف على الأسباب وراء تفشي هذه الظاهرة في بعض المناطق في البلد الواحد عن مناطق أخرى ، وتفعيل القوانين الصارمة بحق من تثبت عليهم هذه الأفعال وكلا حسب درجته وضرره للأسرة والمجتمع ، ولا ننسى أن هنالك عنف من نوع آخر وهو تعامل الأبناء مع الآباء والأجداد وهو نوع خطير أيضا كان لزاما التطرق له ، رغم أنه يتداخل مع عقوق الوالدين لكن الفعل واحد ..
حيدر فليح الشمري