تســــــاؤلات
الكــــــاتب
حيـــدرالشمـــري
قامت الكثير من الصفحات بحملة تسقيط بحق المتظاهرين الذين رفعوا شعار تشرين تعود من جديد ، ولا تُعرف هذه الأسباب رغم أنهم يعلمون أن الحكومات التي حكمت العراق ، طابعها الفساد في كل وزاراتها ودوائرها ، أن استذكار هذه الثورة حق لكل مواطن يريد أن يعيش في بلده دون خوف وأمل في حياة أفضل ، أنها ذكرى شعب انتفض ضد الظلم والفساد كما انتفض سابقا في ثورة شعبان الخير ، الفرق الأولى سلمية في ظل الديمقراطية المزعومة ، والثانية بالسلاح ضد الديكتاتورية التي كانت تحكم العراق ..
المؤسف هو تشتت هذه الثورة إلى أقسام ثلاثة كما روج لها الإعلام الحكومي ، لكن من ينظر جيدا يجد أن المطالب هي ذاتها في ساحة التحرير والنسور على حد سواء ، اهم مطلب هو الكشف عن قتلة المتظاهرين ، ورفض هذه الحكومة والأحزاب جملةً وتفصيلاً ، فهي وأن انقسمت قياداتها لكن شعارها واحد لا يتغير ، لكنها افتقرت الآن إلى التأييد الجماهيري الذي حضيت به قبل ثلاث سنوات ، أهم أسبابها هو دخول بعض قادتها إلى قبة البرلمان أدى إلى عزوف بعض مويديهم عن المواقف التي صوتوا عليها ..
لكنها ما زالت صوت طفل وشاب وفتاة ورجل وامرأة يريدون التغيير ، صوت مواطن صالح يُغتصب حقه دون أن يستطيع فعل شيء ، غيور على بلده من أحزاب كلها تكافح الفساد الذي اعترفوا بأنهم جزء منه ، ناسك يرى القتل والاختطاف والمخدرات تفكك بشباب بلده ، ثكلى تبحث عن من قتل وليدها وهي تعرف بأن من يديرون دفة السفينة يعرفونهم لكن لا يعاقبون ، أب يربي من أجل رفعة بلده فيجدهم يدمرون ، الأحلام ، الأمنيات ، التطور ، البيئة الصالحة ، الغيرة ، الصدق ، الفضيلة ، بل حتى الرجولة ، والحرية والعدالة الاجتماعية أصبحت ماضي في قصص الأجداد ..
سوف يمارسون التسقيط ، والعنف ، وسوف ترجع كلمات ابناء الرفيقات والعاهرات والسفارات ، ليّسوقوها من جديد لتكون تضليل لأصحاب القلوب الطيبة ، لأنهم يعولون عليهم في النشر والمشاركة دون أن يدركوا بأنهم يُخدعون ، السبب أن هؤلاء لا يصدقون بأن تشرين أنتجت أشخاص صعدوا للبرلمان عراقيون ، بل لا يملكون جنسيات مزدوجة في بلدهم ، عكس الذين يحكمون ، التضليل الإعلامي جعلهم يسيرون عكس سير الشباب الثائر ، انا اعذرهم رغم أنهم لا يراجعون وفي نفس الوقت ناقمون على هذه الحكومات ..
أما تشرين فأن الإنتخابات قد شتتهم ، لكن بقى خطابهم واحد ، لا ينسى الشباب شعارهم الوعي قائد ، رغم أن الوعي شتت شملهم ، لكني أقول لهم اليد الواحدة تضرب بالسيف بقوة ، لكن إذا ساعدتها الأخرى تكون الضربة أشد قوة ، الوعي قائد بينما الفرقة طوائف ، فمن أراد الوعي عليه أن يتنازل ليخرج الشعب من جديد لمناصرتهم ودعمهم بكل شيء ، لا تنسوا موقف المرجعية والمواكب وأصحاب الدعم اللوجستي في تظاهرتكم الأولى ، فهم الجسد الذي لولاه لما استطاعت تلك الأيدي أن تصفق من أجل التغيير ...
حيـــــــدر فليـــــــح الشمـــــــــــري